الحصول على الجسم المثالي واستعادة الرشاقة والقدرة الحركية حلم لا يكاد يفارق ذهن مريض السمنة، وهو ما يدفع هذا المريض إلى التفكير في الخضوع لإحدى عمليات إنقاص الوزن المختلفة.. وعلى الرغم من النتائج الجيدة لهذه العمليات؛ تظل الجروح الظاهرة في منطقة البطن أزمة تمنع الكثيرين من المرضى من اتخاذ قرار الخضوع للعملية في النهاية، وخاصة السيدات، وذلك بالرغم من أن هذه الجروح أصبحت أقل في الحجم مع تطور الطرق الجراحية، والتوسع في استخدام المنظار في جراحات السمنة.
لكن، لماذا على المريض أن يقبل بالحل الوسط؟ طالما أن هناك عملية تكميم البكيني أو bikini gagging التي قضت على فكرة الآثار الجراحية تمامًا، وحققت رغبة المرضى في إنقاص الوزن دون جروح ظاهرة..
وفي هذا المقال، نتعرف على هذه العملية، ونجيب عن السؤال الهام:
هل تصلح عملية تكميم البكيني لجميع الحالات؟
يصنف دكتور هشام عبد الله جراحات السمنة من الجراحات الخاصة، التي يترشح لها المريض بناءً على طبيعة حالته ومتطلباتها، ولا يصح تعميم إجراء إحدى العمليات لجميع الحالات دون تمييز، وعلى هذا الأساس: لا تصلح عملية تكميم البكيني لجميع الحالات، وهو ما يجعل مناقشة الخيارات الجراحية وإمكانية الخضوع لهذا النوع من الجراحة أمرًا هامًا جدًا لكل حالة على حدة مع الطبيب المختص، الذي يحدد الخيار الجراحي الأنسب للحالة الصحية للمريض ووزنه.. وفيما يلي نستعرض الحالات المرشحة لعملية تكميم البكيني :
المرشحون لعملية تكميم البكيني:
عملية تكميم البكيني لها شروط يجب أن تتوافر فيمن يخضع لها، وهي:
- أن يكون الوزن الزائد أكثر من 40 كجم فأكثر للرجال، و 30 كجم فأكثر للسيدات.
- ارتفاع مؤشر كتلة الجسم على 40.
- المعاناة من مضاعفات السمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني.
كيف يتم إجراء عملية تكميم البكيني أو bikini gagging ؟
لا تختلف طريقة إجراء عملية تكميم البكيني عن عملية تكميم المعدة بالمنظار في إدخال الأدوات الجراحية المتصلة بكاميرا في نهايتها ليتمكن الطبيب من الرؤية بدقة لإجراء العملية، لكن الاختلاف يكون في الفتحات الجراحية التي تحتاجها العملية، ففي عملية التكميم بالمنظار يحتاج الأمر لإحداث 4 أو 5 فتحات صغيرة، لا يتعدي قطر الواحدة منها 2 سم، لكن في عملية تكميم البكيني يتم الدخول من خلال فتحة صغيرة في منطقة السرة، وفتحتين أخريين قطر الواحدة فيهما 1 سم على طول خط البكيني، وهو ما يجعل هذه الفتحات غير ظاهرة تمامًا، لصغر حجمها، وطبيعة مكانها، وسرعة الالتئام بعد الانتهاء من الجراحة.
وكذلك لا يختلف الأمر بين العمليتين في مدة الإقامة في المستشفى بعد العملية، فبإمكان المريض الخروج من المستشفى بعد يوم واحد من العملية، كما تلتئم الجروح فى وقت قصير جدًا، ولا تترك أى أثر بعدها.
ويمكن أيضًا إجراء عملية الساسي أو عملية التقسيم الثنائي (التي تجمع بين عمليتي تكميم المعدة وتحويل المسار) بالتقنية نفسها.
عملية التقسيم الثنائي
يمكن أن تعطي عملية التقسيم الثنائي نتائج أفضل في بعض الحالات، وتُجنِّب المريض حدوث الارتجاع المراري، إلى جانب رفع معدل فقدان الوزن.
وتجمع عملية التقسيم الثنائي بين عملية تكميم المعدة وعملية تحويل المسار كما ذكرنا، وذلك باستئصال 80% من المعدة، متضمنة الجزء المسؤول عن إفراز هرمون الجوع، إلى جانب إضافة وصلة بين المعدة والأمعاء الدقيقة تشبه شكل الحرف “Y”، ليكون هناك مسارين للطعام، الأول منهما يُمتص فيه الطعام بشكل طبيعي، وهو الجزء الأصغر الذي لا يتحمل سوى كميات قليلة من الطعام، والثاني هو المسار الجديد الذي لا تُمتص فيه السعرات الحرارية، وهو ما يعمل على ضبط مستوى السكر في الدم، والتخلص من بعض مضاعفات السمنة مثل مرض السكرى من النوع الثاني.
خبرة الجراح وعمليات السمنة:
تعتمد عمليات السمنة على عامل أساسي في نجاحها، وهو: خبرة ومهارة الجراح، ويزداد الأمر خصوصية في حالة عملية تكميم البكيني أو bikini gagging لأنها تتم بأدوات جراحية أطول، ومن خلال فتحات جراحية أقل من حيث العدد والحجم، وبالتالي لا يمكن إجراؤها إلا بواسطة جراح يتميز بخبرة كبيرة.. لذا يصف دكتور هشام عبد الله جراحات السمنة الدقيقة مثل عملية تكميم البكيني بأنها من الجراحات التي تمثل تحديًا لمهارة الطبيب وإمكاناته.